عندما بدأت حياتك الزوجية من المؤكد أنك كنت تلاحظين أن هناك أموراً إيجابية كثيرة وبعض الأمور السلبية وكنت تقولين لنفسك إنك ستحاولين أن تعززي الأمور الإيجابية قدر إستطاعتك وتعالجي الأمور السلبية حتى تحققي السعادة التي تنشدها كل زوجة في حياتها.
إذا إكتشفت بمرور الوقت أن زوجك يتسم بشخصية من نوع خاص من صفاتها أنه يقدم التنازلات بشكل مستمر لإرضائك سواء كان ذلك أمام الناس أو فيما بينكما، وفي البداية ربما شعرت أن هذه الصفة نابعة من قوة شخصيته وقدرته على إحتوائك وإرضائك.
المشكلة الحقيقية تبرز عندما تلاحظين أن هذا التنازل المستمر في شخصية زوجك ليس مرتبطاً بقوة شخصيته أو تحليه بأخلاق الفارس النبيل الذي يستطيع إحتواء فتاة أحلامه وإرضاءها وإنما إكتشفت أن هذا التنازل المستمر مرتبط بأن زوجك بالفعل ضعيف الشخصية وغير قادر على إتخاذ قرار أو الإصرار على رغبة أو إمضاء إرادته معك على النحو الذي لا يريد.
في هذا اللحظة ستدركين جيداً أن المرأة التي تعاني من الزوج المتسلط في شخصيته الذي لا يراعي مشاعر الآخرين ويحقق رغباته بكل أنانية لن تكون معاناتها بحال من الأحوال بقدر معاناة الزوجة التي تعاني من ضعف شخصية زوجها وإصراره على أن يكون متنازلاً على الدوام راضخاً لمواقفها وإرادتها باحثاً عن رأيها في كل صغيرة وكبيرة.
في البداية من المهم أن تقفي على حقيقة معينة لتحسميها وهي ما إذا كانت شخصية زوجك طوال عمره تتسم بالتنازل للآخرين وعدم القدرة على إتخاذ القرارات في حياته والرضوخ للمحيطين به أم أن هذه الحالة من الإستسلام والتنازل مرتبطة بزواجه منك ونابعة عن مزيد من الحب والتعلق بشخصيتك أنت.
لو كان هذا الطبع طارئاً على شخصية زوجك بعد الزواج فمن الضروري أن تقفي مع نفسك وقفة لتبحثي عما إذا كانت هناك تصرفات أو سلوكيات معينة تقومين أنت بها وتدفعه إلى أن يكون متنازلاً على الدوام في تعاملاته معك، فربما تتسم شخصيتك أنت بالتحكم والسيطرة الزائدة عن الحد وهو لا يريد أن يعيش في جدال وصدام فيقرر أن يريح باله ويستجيب لك، وربما أنه لا يشعر أنك تبادلينته المشاعر الرومانسية والعاطفة الحقيقية المتدفقة فيتخذ من أسلوب التنازل المستمر معك وسيلة لكسب عاطفتك وإشعارك بحبه لك.
قد يكون زوجك قد إنخرط في وظيفة جديدة ذات طابع معين تجبره على التخلي عن الكثير من مقومات شخصيته وهو لا يريد أن يخسر هذه الوظيفة فأصبح مضطراً إلى أن يجبر نفسه على التغيير بشكل حقيقي وكامل وأصبح مضطراً للخضوع أمام آراء الآخرين حتى لا تضيع منه فرصة العمل التي ربما وجدها بعد عناء، وإنعكس سلوكه الجديد هذا على علاقته بك فأصبح راضخًا لكلامك ووجهات نظرك ورغباتك.
عليك أن تتأكدي من عدم تأثير شخصية والدك وإخوتك وربما والدتك أو الوضع الإجتماعي أو الديني أو المالي لأفراد عائلتك، فكل هذه العوامل قد تكون من أسباب الضغط على زوجك نفسياً وربما تكون هي السر وراء إصراره على التنازل لك في كل المواقف وعدم القدرة على اتخاذ مواقف حاسمة أو الإصرار على ما يريد.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.